سأتناول في مقالي ھذا قصة كفاح وتجربة حیاتیة صادقة عايشتها عن قرب وسأحاول أن اختصرها
لأن سردھا بالتفاصیل سيحتاج للعدید من الصفحات بل ولربما العدید من الكتب .
ولتكن دافعا وحافزا لكل من یعاني من مشاكل وضغوطات الحياة
و یعتقد بانھا نھایة العالم
كانت بطلة حكايتنا كأي طفلة تعیش بأسره لھا مبادئھا ولھا خططھا لتربیة ابنائھا التربیة السليم ةو كانت للصغيرة احلاما
ومن اھمها ان تنھي دراستھا المدرسیة وأن تلتحق بعدھا بالجامعة التى اختارتها بعدما شعرت انها ستعزز من قدرتها كامرأة شغوفة بالأعمال المنزلیة كالطھي والاھتمام بدیكور
المنزل وتصمیم الملابس والتجمیل بالإضافة لمواد تثقفھا في امور حیاتھا من جمیع الجوانب
كانت فى الحقيقة تهفو روحها لتكوين أسرة ناجحة بكل المقاييس لتكمل حیاتھا بنفس ما كانت تعیشة من ھدوء وھناء داخل أسرتھا.
وبعد مرور السنوات سریعا ، أنھت المرحلةالثانوية
ليتقدم لھا شاب قريب لها من الدرجة الثالثة
وبالطریقة التقلیدیة تم الزواج ، وكانت
من أھم شروطھا بأن تكمل دراستھا الجامعیة
ولكن أتت الریاح بما لا تشتھي بھ السفن !!!!!!!!!!
فعارضھا زوجھا لفكرة اتمام تعلیمھا بعد الزواج ، بل وكان ینتقص من حقھا بأمور كثیرة ،
وكانت تقابل كل ھذه الامور بالصبر والتروي على أمل بأن یتغیر مع مرور الوقت ومع
المعاشرة ، ولكن للأسف بلا جدوى صدمت فيه
بعدما وجدت ان أحلام العش الهادىء تبخرت فى ظل رجل يتفنن فى افقادها الثقة بنفسها كزوجة وأم ولا يشعر برجولته وسطوته إلا حين تصل لنقطة الانهيار التام الذى دمرها نفسيا كانت له وسائله فى الوصول بها لحافة البركان والتلذذ برؤيتها تحترق صبرها نفذ وفقدت صوبها حين امتدت يد الأذى لأطفالها انتفضت امومتها وغلبت قدرة احتمالها امعنت لنفسها النظر بعد مرور السنوات
والتى رزقت فيها بأربع اطفال ،
وما تجرعته من ألم وحرمان بنفسھا وما اخفته عن أھلھا حرصا منھا بأن لا
تتغیر صورة زوجھا بأعینھم ، رغم ملاحظتهم مظاھر الحزن علیھا ولكن كانت تكابر
وتنفي ما یظھر علیھا ،ولكن فاض الكيل امومتها جعلتها تعصف بكل الاعتبارات رغبتها فى حماية أطفالها جعل غريزة امومتها تنتفض لتذود عن ملائكة استقرت نظرات الفزع فى عيونهم لتطمس البراءة والأمان حاول الاهل التوسط بالحزم مرة وباللين مرات حتى اوصدت الأبواب فى وجوة الحلول السلمية بعدما تكشفت أمامهم ما لاقته من مرار اخفتها عنهم طويلا حتى وصل الأمر للقضاء بعدما أفشل صلف الزوج كل مساعى الأهل للوفاف
وخلال ھذا العام والذي كانت الأمور بزمام القضاء ،قررت ان تكمل تعلیمھا الجامعي
لكي تستطیع أن تعمل لتقف على قدمها للمساعدة في مصاریفھا الشخصیة ومصاریف ابناءھا شعرت أن أول درجات حريتها استقلالها المادى
وبفضل من الله وبعد محاولات كبیرة لإقناع زوجھا وبعد أن فرض علیھا العدید من الشروط
القاسیة لاتمام تعلیمھا ، انتسبت لجامعة الأم والعلوم الاسریة ، رغم كل الصعوبات التي وضعت
امامھا ، والتحدیات التي واجھتھا، انھت دراستھا وتخرجت بدرجة إمتیاز
وكان یوم تخرجھا بالنسبة لھا فرحة لا یمكن وصفھا باي عبارات بل كانت دموعھا ھي اكبر
تعبیر عن الفرحة وعن النجاح والحلم الذي حققتھ .
فبعد العناء وسنوات من الضیاع وصلت لحلمھا وحصلت على شھادة بكالوریس آداب وعلوم
اسریة وحصلت معها على حريتها بالطلاق من زوج حكم عليه القضاء باستحالة العشرة معه
والآن تعیش حیاة ھادئة ھانئة مع أبنائھا الذین یشعرون بالفخر والإعتزاز لما وصلت
الیھ والدتھم، فأصبحت مدیرة باحدى الكلیات
وتحمد الله بكرة وعشيه على ما وصلت له وحين تنظر لماضيها تدرك أن ابتلاءها بهذه التجربة القاسية فى حياتها كان له الفضل فيما وصلت له اليوم وهو ما أهديه لكل من ضاقت به الحياة وشعر بأن الأبواب اوصدت فى وجهه أعلم أن الحياة مثلما تهدينا الجروح فسبحانه خير طبيب لها فلنحسن التوكل على الله فمقاديرنا دائما .